هؤلاء الذين قاموا مسبقَا بـ مشاهدة البحر والبقاء إلى جانبه يعرفون أنه يؤثر على الجسم والعقل والروح بشكل إيجابي. بل إن بعضنا مرتبط به بشكل كبير بحيث يجعلنا نشعر أنه كلما أمضينا وقتًا أطول بجانبه كلما حققنا النجاح في حياتنا اليومية. هناك فوائد صحية للبقاء بالقرب من البحر غالبًا ما يصعب تفسيرها. إن البحر يذهلك بسحره وجماله، على سبيل المثال فإن الرمال الذهبية والأمواج والشمس تجعلنا نشعر أننا محلّقين في الهواء الطلق الذي يعتبر مفيد للقلب والروح. فأنا جالس الآن في كوخ على سواحل المنطقة الإستوائية. حيث أنام واستيقظ على أصوات الأمواج المتلاطمة في ظل منظر شروق الشمس مما يبعث في الروح سكينة مطلقة وشعور بالانسجام مع الطبيعة الخلابة. لذلك يبقى العقل في راحة وسلام ويكون الجسد أكثر نشاطا وحيوية. يبدو لي أن البحر فقط هو الذي بإمكانه منح طاقة هائلة وشغف للحياة.
وفيما يلي نوضّح فوائد مشاهدة البحر
1- التصرف بأريحية وبدون تفكير:
كثير من الناس يجدون أنفسهم في حالة من النشوة بمجرد مشاهدة البحر وسماعهم إلى أصوات الأمواج. فإنه يعتبر بمثابة تأمل بسيط وسهل حيث أنه يخلّصنا من الأفكار السلبية التي تسبّب لنا القلق والتوتر والاضطراب. وأيضًا يمنحنا البحر شعور من الراحة ويسمح لنا بالانسجام مع أنفسنا في هدوء، فنكون أكثر استرخاء وسعادة لتفرّغنا لإرضاء أنفسنا بدلاً من إرضاء الناس من حولنا. فالمكوث بجانب البحر بحد ذاته قمة المتعة.
2- الإسترخاء:
الإجهاد يعتبر سبب رئيسي للإصابة بالأمراض في مجتمعنا. تساعدنا مشاهدة البحر على الاسترخاء بعمق. حيث أن الاستمتاع بالجلوس على الرمال ومشاهدة الأمواج المتلاطمة يمنحنا شعور بالسعادة والسلام الداخلي. لذلك يمكننا العيش في اللحظة والتوقف عن محاولة إيجاد حل لكل الصعوبات والمشاكل التي نواجهها في حياتنا، فكأنما الزمن يتوقف بجلوسنا إلى جانب الشاطئ بدلا من مرور الوقت بسرعة فائقة في ظل حياتنا العادية. ولهذا السبب يجعلنا جو البحر نتخلص من التوتر وننظر إلى الحياة بطريقة مختلفة.
3-تطهير الجسد والروح:
فنحن نتنفس نسيم البحر النظيف الذي يصل للرئتين لينقّيها. و أيضًا السباحة في المياه المالحة تجدّد انتعاش بشرتنا. وكذلك فإن المشي على رمال الشاطئ لفترة طويلة يعيد شبابنا وينظّف أقدامنا بطريقة طبيعية.
أيضًا اللعب في الماء والرمال الرطبة يعمل على تقشير البشرة وبالتالي جعلها مجدّدة وناعمة. و أما أهمية الجلوس على الشاطيء بالنسبة للروح، فمجرد استنشاق نسيم البحر والاستماع إلى صوت الأمواج كفيل بتنقية الروح.
4-تأمل بسيط:
من أسهل طرق التأمل الموجودة على الانترنت هي تلك التي تتضمّن أمواج البحر. فتخيل أن الأمواج ذات المياه النظيفة تأتي لتغمر أجسادنا وتخلّصنا من كل الطاقة السلبية ثم تأخذها إلى البحر. فمجرد التنفس على وقع الموجات المستمرة دون القيام بجهد يمنحك القوة. وتلك هي الغاية من التأمل.
5- النوم كل ليلة بشكل كافي:
مجرّد مشاهدة البحر والإستماع إلى صوت الموجات الهادئة وهي ترتطم بالشاطئ يمنحنا السكينة والاسترخاء وبالتالي تضعنا في نوم عميق. وغالبًا ما تراودك أحلام جميلة. ربما هذا نتاج تأثير البحر على نفوسنا. فنحن عادة في الحياة اليومية وبعيدا عن البحر لا ننام ومن ثم نستيقظ لنجد أن أجسامنا وعقولنا في انتعاش وسكينة تامة.