المياه المعدنية ترمز الي النظافة، فيلجا اليها الكثيرين رغم سعرها والتكلفة الكبيرة لبعضهم ولكنهم يحرصون علي صحتهم وانها اكثر تعقيما وفائدة من مياه الصنبور، ولكن ليس كل شئ كما يبدو لك للاسف.
وبعد العديد من الأبحاث، خلص الخبراء إلى أن زجاجات البلاستيكية لا تختلف عن الصنبور النقي الذي يصل عبر أنابيب في حالة جيدة وتم التأكد من خلوه من مختلف أنواع ناقلات الأمراض.
ويعتقد الكثيرون أن الزجاجات التي تباع في الأسواق هي مياه مستخرجة من عيون تحت الأرض. وهنا رصد الخبراء، وفقاً لموقع “ريسيت” الألماني المعني بالبيئة، عدم الدقة في استخدام المصطلحات، ان الزجاجات المباعة ذات طعم معين مثل الليمون أو الفواكه، ما هي إلا مياه صنبور معبأة في زجاجات.
ومن النقاط التي يركز عليها المعلنون مسألة انها غنية بمواد معدنية مهمة للجسم. وخلصت دراسات لباحثين في مجالات التغذية إلى أن الجسم يستمد احتياجاته الأساسية من المواد المعدنية عبر الأغذية في المقام الأول وليس المياه. كما توضح الخبيرة “إينا بوكهولت” ان التغذية هي المصدر الأساسي للمواد المعدنية، فزيادة نسبة الكالسيوم في الجسم مثلاً يمكن معالجته بالتخلي عن الحليب، على سبيل المثال.
وكشفت احدي الدراسات النتائج التالية عن مقارنة تلك المياه المعدنية بمياه الصنبور
كشفت دراسة أسترالية أن عادة شرب المشروبات الغازية والمعبأة في زجاجات بدلا من الصنبور تؤثر سلبا على صحة الأسنان وأرجع الباحثون أسباب هذه الظاهرة إلى أن صغار السن اعتادوا على شرب المياه المعبأة في زجاجات بدلا من تناول المياه من الصنبور مباشرة.
ويذلك لان مياه الصنبور تحتوي على كميات من مادة الفلوريد التي تقوي طبقة الاينامل بالأسنان في حين أن المياه المعبأة والمشروبات الغازية لا تحتوي على تلك المادة .
المياه المعبئة قد تكون اقل صحية وامانا من الصنبور في العديد من الدول حول العالم، في الوقت ذاته الذي تباع فيه هذه الزجاجات اكثر بألف مرة من الثمن الحقيقي لها. ان صناعة تلك الزجاجات تساوي حوالي 87 مليار جنيه مصري والفرق الوحيد انها تاتي ليد المستخدم في زجاجة جميلة الشكل بدلا من ان تاتي عن طريق الصنبور.
في الحقيقة توجد لوائح ومقاييس اكثر تحكما في الصنبور من تلك الموقعة على الصناعة المعدنية في الولايات المتحدة و اوروبا.على الرغم من هذا، قام العديد من المسؤولين عن المياه العامة في الكثير من الدول بالتفكير في طرق لتحسين مذاقها وهو من الاسباب الرئيسية التي تجعل الناس يلتفتوا الى الزجاجات المعبئة.
اظهرت التقارير ان حوالي 1.5 طن من البلاستيك يستخدم كل عام في تعبئة تلك الزجاجات المعدنية، وان الكيماويات السامة تشكل اخطارا على البيئة في كل من عمليات التصنيع والاستهلاك بعد التخلص من القمامة. وعلاوة على ذلك فان 90 مليار لتر يتم تصديرها وعمليات نقل المياه قد تزيد من الغازات المؤثرة بشكل سلبي على الاحتباس الحراري. ويختلف هذا الامر في العديد من الدول النامية على اي حال، بكون مياه الصنبور غالبا غير موافية لمقاييس الصحة والامان.
ولكن اذا ذهبت الطبقة الغنية من المجتمع في الدول المتقدمة باختيارها الى الزجاجات المعباة سوف يقلل هذا من الضغط على الحكومات المحلية لتحسين حال المياه العادية. ان المياه المعدنية لا تعد حلا جيدا للحصول على مياه صحية من الصنبور في المستقبل.