إن المجتمع الرأسمالي التقليدي مبني على بضعة أمور أساسية– فالعامل يكسب المال مقابل العمل الذي يقوم به و المقدار الذي يأخذه يتناسب مع قدرته على مواكبة العمل في العصر الحديث. غير أن بعض الناس في نهاية المطاف يعملون بجد لكسب معيشتهم فقط، في حين أنه من الجيد أن يكون الشخص طموحًا ويرغب في استثمار طاقته بشكل أكبر حتى يستطيع تعزيز حياته المهنية، فإن التركيز على العمل فقط يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق العقلي والجسدي. وهنا بعض العلامات الشائعة التي تدل على أنك تشعر بـ الإرهاق العقلي في العمل وأن الوقت قد حان لعمل بعض التغييرات في أسلوب حياتك.
بعض علامات الإرهاق العقلي في العمل
1- تفقد أعصابك على الأمور التافهة
إذا كنت تغضب حيال الأمور الصغيرة التي تزعجك في العمل, و تجد نفسك تعطي إجابات متهكمة وساخرة على أبسط الأسئلة, إذًا فأنت بالتأكيد تضغط على نفسك بشكل كبير في العمل. نحن جميعًا نمر بأيام سيئة ولكن إذا كنت دائما في مزاج سيء فإن ذلك دليل واضح على كونك تفرط في العمل وتستنزف كل طاقتك.
2- تشعر بالتعب النفسي باستمرار
من المرجح أنك عندما تذهب إلى المكتب تشرب القهوة حتى توقظ نفسك , ولكن حتى عند شرب 2-3 أكواب فإنك بعد عدة ساعات ستشعر بأن رأسك لا يزال ثقيلاً. هذا غالبا ما يحدث عندما يضغط الناس على أنفسهم أكثر من اللازم فلا يتمكنوا من الحصول على ما يكفي من الراحة، سواء من حيث الراحة في العمل أو الراحة في المنزل من خلال الاسترخاء والنوم.
3- تعجز عن السيطرة على حياتك الخاصة
نظرًا لـ الإرهاق العقلي في العمل والمضايقات المستمرة، من المرجح أن تشعر بأن العالم بأسره يتآمر ضدك. إذا كنت تلقي اللوم على الآخرين بسبب الفوضى العارمة في حياتك والشعور وكأنه لا يوجد شيء يمكنك القيام به لتحسين وضعك ، أي أن كل الخيارات التي يقترحها عليك أصدقائك مثل “حسنا, خذ استراحة” أو “لماذا لا تتحدث إلى رئيسك” لا تبدو فعّالة على الإطلاق، فأنت قد تعاني من الإرهاق العقلي والجسدي.
4- لا تستمتع بالعمل الذي تقوم به
أيًا كانت وظيفتك عليك أن تشعر بالفخر كونك تنجز عملاً جيدًا وفي المقابل تحصل على الراتب الذي تستحقه. كل وظيفة ممكن أن تكون مملة ومحبطة في بعض الأحيان. ولكن هناك دائما عدد من الجوانب الإيجابية – على سبيل المثال فإن العمل والحصول على المال الكافي يجعلك قادرًا على السفر أو تلبية طلباتك اليومية وشراء كل ما تحتاجه.
وعليك أن تعرف أنه إذا كان لا يمكنك للحصول على أي متعة من عملك فإن السبب ليس متعلّقًا بالوظيفة نفسها وإنما الأعباء الناتجة عن العمل هي التي تشعرك بالإحباط دائمًا.
5- ليس لديك أي وقت للأصدقاء والعائلة
إن الأشخاص الذين يفرطون في العمل عادة لا يقضون سوى القليل من الوقت مع العائلة والأصدقاء وعلاقاتهم تتعرض للفشل بسبب المعاناة في عملهم. إن مقابلة الأصدقاء والأقرباء بشكل أقل على مدار الأسبوع هو أمر طبيعي بالنسبة للملتزمين بوظيفة ما.
ولكن إذا مر شهر لم تكن قادرًا فيه على تخصيص بعض الوقت لأي شيء آخر مثل ” الخروج مع صديق أو مشاهدة فيلم مع عائلتك” فقد يكون لديك مشكلة كبيرة.
6- عدم الحصول على ما يكفي من النوم
هناك بعض الأشخاص ينامون لمدة 4-5 ساعات فقط خلال الليل و يدمنون الكافيين، غافلين عن مدى أهمية النوم لمدة لا تقل عن 7 ساعات يومًا.
حيث أن عدم الحصول على ما يكفي من النوم يؤدي إلى الإرهاق العقلي في العمل وبالتالي لا يمنحك الطاقة والانتاجية التي تريدها في العمل. ومن الجدير بالذكر أن الكافيين غير صحي على الإطلاق لجسمك. إذا كنت لا تستطيع النوم في وقت مبكر، إما بسبب العمل في وقت متأخر أو بسبب الإرهاق الشديد فأنت تحتاج إلى إعادة تقييم نمط حياتك.