10 نصائح لتعزيز ثقة طفلك (وليس حبّه لذاته):
أجرت جامعة ولاية أوهايو دراسة حديثة تشير إلى أن زيادة حب الأطفال لذاتهم يمكن أن يعزى إلى تقييم الوالدين لقدرات وإنجازات أطفالهم بشكل إيجابي ومستمر وزائد عن الحد. فهذا النوع من الآباء يعتقد أن أطفالهم هم أكثر تميّزًا مقارنة بالآخرين. وتشير النتائج أيضًا إلى أن زيادة هذه الصفات النرجسية تنبع جزئيا من الخبرات الاجتماعية، وفي حالة الأطفال فالخبرات الاجتماعية تتمثّل في كيفية تعامل آبائهم معهم. وعلى الرغم من ذلك فهناك فرق بين “النرجسية أو حب الذات”وشخص عنده “ثقة عالية بالنفس”.
بالنسبة للمبتدئين، تصف هذه الدراسة الأفراد الذين يتملّكهم حب الذات، فهم أولئك الذين “يشعرون أنهم أفضل من غيرهم، ويحلمون بالنجاح الشخصي، ويعتقدون أنهم يستحقون معاملة خاصة”. من ناحية أخرى، وفقا لأستاذ جامعة ولاية كانساس، كانديس فإن “الثقة” ببساطة قد يشار إليها باعتبارها “مقياس إيمان المرء بقدراته… “. وأيضًا بناءا على الأدلة والدراسات التجريبية، اتضّح أن الأفراد الذين لديهم درجة عالية من الثقة بقدراتهم يؤدّون بشكل أفضل في مجالات العمل التي اختاروها.
باختصار، فالشخص الواثق بنفسه لديه معتقدات واقعية بقدراته الخاصة، ويتمتع بفرص أكبر لتحقيق النجاح، في حين أن الشخص الآخر يعتقد أنه أفضل بكثير من الآخرين، وغالبا ما يشعر أنه مؤهل للحصول على نتيجة (إيجابية) ولكنه في مجال العمل يؤدي بشكل أسوأ من الشخص السالف ذكره.
في حين أنه من الطبيعي بالنسبة للكثيرين أن يحبّوا أطفالهم حبا جما ويوفروا لهم قدر المستطاع من الدعم خلال سنوات نشأتهم، فإن المديح إذا زاد، لن ينفعهم على الإطلاق.حيث أنه في الواقع، قد تم الاستنتاج أن الإفراط في المدح أكبر سبب لحب الأطفال لذاتهم– في حين أنّه لم يؤثر على مستوى الثقة بالنفس (أي احترام الذات والثقة التامّة بقدراتهم.(
كيف يمكن للوالدين تعزيز ثقة النفس لدى الأطفال وبالتالي تقليل فرص سيطرة الغرور والغطرسة عليهم؟
وفيما يلي عشر نصائح لمساعدتك في القيام بذلك:
1- السماح لهم بالسقوط (والبقاء بجانبهم عندما يحدث):
على الارجح أنا بدأت بأكبر وأصعب نقطة. فإنه من المؤلم أن نتمكن من فعل ذلك لأطفالنا. فالسقوط والفشل يجرح الطفل ويسبب له الاستياء. ولكنها وسيلة طبيعية تنبّه أذهاننا بالخطر … وتحفّزنا للقيام بعمل أفضل في المستقبل. يعتبر الألم غريزة للبقاء والاستمرار تذكرنا أننا في حاجة إلى تنمية مهارتنا للتكيف مع البيئة المحيطة بنا.
عندما يسقط أطفالنا فالآباء يشعرون بالألم بشكل مضاعف- السبب الأول في ذلك هو أن بإمكانهم الإحساس بمقدار الألم الذي يعاني منه أطفالهم.
والسبب الثاني هو أنهم عندما يرون بكاء أطفالهم، فهم يتلهّفون لرسم ابتسامة على وجوه أطفالهم مرة أخرى وذلك بدافع الحب والاهتمام.
لسوء الحظ، لن نستطيع البقاء مع أطفالنا إلى الأبد، لذلك فمن الأفضل لنا أن نعلمهم كيفية استجماع قواهم بعد السقوط والفشل وإدراك نقاط ضعفهم التي بحاجة للتطور والتحسين بدلا من صرف النظر عنها أو إلقاء اللوم على الآخرين.
لقد تعلمت طريقة رائعة لتعليم الأطفال كيفية استجماع قواهم ووقوفهم مرة أخرى بعد الخسارة، وذلك من خلال رؤية أبناء أخي وأختي يلعبون على الألعاب الإلكترونية.
ففي النهاية الألعاب تحتّم وجود فائزين وخاسرين. بمجرد رؤيتهم يلعبون معًا تمكّنت من معرفة أفضل وأسوأ شعور لدى الأطفال أثناء اللعب. حيث أن مراحل المنافسة (النصر، والفرح وخيبة الأمل والشماتة والخبث)أصبحت لحظات يمكننا أن نعلّمها لتلك العقول الصغيرة، لذلك ينبغي على الآباء أن يوفّروا لهم الدعم لتعزيز الصفات الإيجابية وإرشادهم إذا مارسوا السلوك السلبي.
وكما يقول المثل ” حينما يصطدم المرء بالقاع فإن السبيل الوحيد هو الصعود للقمّة مرة أخرى”،ومن المثير للسخرية أنّه عندما نكتسب الخبرة الكافية للتعامل مع المخاوف والصعوبات التي نواجهها، فبالتالي نتعلم كيفية التعامل مع تلك الأمور بشكل أفضل والشعور بثقة أكبر.
2-تعليمهم تحمّل مسؤولية أفعالهم:
تعليم أبنائنا أن يكونوا مسئولين عن أفعالهم، يجعلهم أن يبدءوا في تقدير قوة خياراتهم والتفكير مليًا بالعواقب التابعة لتلك الخيارات. حيث أنّهم سيتعلّموا أن حياتهم ليست نتيجة لتصرفات الآخرين سواء كانوا الآباء أم المجتمع أو ما إلى ذلك. فمن الطبيعي أن تكون هناك دائما أمور خارجة عن سيطرتنا، ولكن كلنا معرّضين لمثل تلك الأمور. ريتشارد برانسون، ستيف جوبز وكريس غاردنر يعتبروا بعض أغنى وأبرع الأفراد في العالم، ويمثّلوا نماذج لكيفية التعامل مع صعوبات الحياة ففي النتيجة حققوا أحلامهم بمجهودهم وسعيهم وأصبحوا الآن من المشاهير، والسبب يرجع لإدراكهم مدى قوة خياراتهم وتحمّلهم كامل مسئولية عواقبها.
تعليم أطفالنا أن يكونوا مسئولين عن أفعالهم يساعدهم على معرفة القوة التي في أيديهم، والتي تتمثّل في القدرة على تخطيط ورسم المستقبل بالرغم من البيئة المحيطة بهم. فإن ذلك يمكّنهم من رؤية الأمور في نصباها من أجل معرفة الفرص المتاحة ونقاط قوتهم والمخاطر أو المشاكل المحتملة. فهذه مهارة سوف يستمرون في تعلمها وتنميتها لفترة طويلة.
3-السماح لهم بالمساعدة في أمور المنزل:
جزء كبير من الثقة ينبع من وجود شعور بالكفاءة، وبما أن الأطفال بحاجة لفرص من أجل إظهار وتنمية مستويات المهارة والكفاءة التي يملكونها، فالمكان المناسب لفعل ذلك هو المنزل. منحهم الفرصة للمساعدة في الطبخ وتحضير مائدة الطعام وترتيب الغرفة يساعد الأطفال على رؤية نتائج ملموسة لأعمالهم، ويمنحهم شعور بأن إسهامهم ذو قيمة.
4-التحدّي والاحتفال بالإنجازات:
بينما يحرز أطفالنا تقدمًا في مختلف جوانب حياتهم –فإن هذا ليس كافيا للتحقق من صحة إنجازاتهم. حيث أن دور رعاية الأم يتمثّل أيضًا بتحدّي أطفالها من أجل بذل جهد أكبر في السعي للتحدي المقبل. وفي الواقع هذا ما سيعمل على تطوّر أطفالنا وتقدّمهم الفعلي.
علينا أن نحتفل بأي إنجاز حقّقه أطفالنا، وفي نفس الوقت أن نعمل على تشجيعهم لإنجاز أمور أخرى أكبر وأكثر.
5- اجعل طفلك مسئول:
بين الحين والآخر، اجعل طفلك مسئول عن القرارات التابعة لنشاط الأسرة مثل (اختيار وجبة العشاء أو فيلم أو اختيار المكان المراد الذهاب إليه للجلوس معًا كأسرة واحدة). حيث أن جعل الطفل مسئول عن تلك الأمور يتيح لهم فرصة اتخاذ القرارات ليس فقط لأنفسهم ولأسرهم أيضًا من خلال التفكير بهم وأخذهم بعين الاعتبار.
6- تشجيع اللعب والسعي وراء شغفهم:
غرس الشعور والرغبة في التعلم ليس مجرد وسيلة رائعة لبناء الكفاءة (وبالتالي الثقة بمهاراتهم)، ولكن أيضًا يجعل الطفل مثابر وغير متردد في قراراته. حيث أن دعم أطفالنا وتشجيعهم على السعي وراء شغفهم لا يساعد فقط في زيادة حبهم للتعلم ولكن أيضا يمنحهم الحرية للاستكشاف وبالتالي وضع بصمتهم في العالم. فكثير من الاكتشافات العظيمة في عالمنا تم العثور عليها عن طريق الصدفة. فربما يمتلكون مواهب قد يظهرونها أثناء اللعب.أليس كذلك؟
7- تشجيعهم للتعبير عن أنفسهم:
شجعهم على المشاركة في المناقشات، كن منفتحًا واحترم الاختلاف في الرأي وامنح كل فرد حقه في تبادل الآراء والمشاعر حول مسألة معينة. مشاركة الطفل في إبداء الرأي أو الاعتراض على وجهات النظر الأخرى يساعد الأطفال على فهم أنه من حق كل شخص تبنّي رأي مختلف عن الآخر.
في المقابل، حينما تحترم الرأي الآخر سيتعلّم طفلك أيضًا كيفية احترام الآخرين، وكذلك سيتعلّم أن يكون حازم ومصر على موقفه ووجهة نظره.
8- استمع وساعدهم على نقل مشاعرهم:
عندما يحاول طفلك أن يقول لك شيئا، فانصت إليه جيدًا، حتى لو كنت لا تفهم معظم كلامه. فهم فقط بحاجة لمعرفة أن أفكارهم ومشاعرهم مهمة بالنسبة لك.
إدراكك لمشاعرهم واعترافك بها يساعدهم على التصرف بأريحية من خلال التعبير عن تلك المشاعر. قد تقول له شيئا كهذا ” تبدو حزينا لأن عليك أن تودّع أصدقائك.” فالقيام بذلك يساعدهم في التعرف على مشاعر كالحزن والإحباط والغضب ويدل على أنك فهمت مشاعرهم دون الحكم عليهم ويبين أنك تقدّر ما يقولونه.
وكذلك عندما تعرب عن مشاعرك الخاصة مثل “أنا متحمس للذهاب إلى مباراتك”، فإنه بالتالي سوف يكتسب ثقة في التعبير عن مشاعره.
9-تكلّم عن نقاط قوتهم بالتركيز على القيم وغيّر مشاعرهم السلبية بطريقة مناسبة:
قد يشعر طفلك بالإحباط بين الحين والآخر بسبب عدم استطاعته فعل الأشياء التي يمارسها أصدقاؤه مثل الرسم. لذلك علينا أن نتعاطف مع خيبة أملهم قائلين: “أعلم أنك تشعر بالإحباط، وأنا سعيد وفخور لأنك مصمم على القيام بعمل أفضل”.
يمكنك أيضا تذكيرهم بنقاط قوتهم والأمور التي يجيدون ممارستها مثل “بناء وتركيب الأشياء معًا بصورة جيدة” وكذلك يمكن القول أن “هذا الأمر لا يجيده صديقك”. فذلك من شأنه أن يساعد طفلك على تعلم فكرة أن جميع الأشخاص لديهم نقاط قوة فريدة من نوعها ونقاط ضعف، وأن هناك العديد من القيم التي عليه استيعابها وتقديرها وأنه ليس بالضرورة أن يكون مثالي من أجل أن يشعر بالرضا عن نفسه
10-امتنع عن المقارنة:
تعليقات مثل “لماذا لا يمكنك أن تكون مجتهد مثل صديقك؟”، تجعل أطفالنا يفكرون بأنفسهم بطريقة سلبية في كثير من الأحيان. حيث أن المسألة بالنسبة لبعض الأطفال تعتبر خيبة أمل كبيرة تمنعهم من التصرف حيال هذا الأمر.
ومن المثير للاهتمام أنه حتى المقارنات الإيجابية مثل “أنت أفضل لاعب في فريقك” يمكنها أن تكون مدمرة- ليس فقط لأن الطفل لا يزال لديه فكرة غير مماثلة للواقع وكذلك يمكن أن يكون من الصعب له الحفاظ على هذا الانطباع الذهني الذي كوّنه الوالدين عنه. لذلك فإنه من الأفضل تعليم أطفالنا كيفية تقدير أنفسهم كأفراد فريدة من نوعها بدلا من مقارنتهم بالآخرين بشكل عام.