فن العرائس متواجد منذ الأزل ومن الفنون ذو التاريخ الكبير وهو فن قائم من أجدادنا الفراعنة الذين تميزوا وبرعوا في فن العرائس . وقد قُدمت أسطورة إيزيس وأوزريس على شكل عرائس وكانت لها أهمية كبرى لدى العامة لما بها من صراع بين الخير والشر والحب والوفاء. ومن اقدم عروض العرائس ذلك العرض الذى كان يقدم سنويا فى احتفال كبير بفيضان النيل حيث يقدمون له عروسة غير آدمية كقربان للنيل لكى يفيض عليهم بمائه.
فن العرائس قائم بين العصور مرورا بالفاطميين و المماليك
حيث كانت تصنع العرائس من مواد وأدوات مختلفة وهي رمز وتصوير للعادات والتقاليد التي يتوارثها الشعب المصري , ومن أشهر عرائس عصر الفاطميين عروسة المولد المصنوعة من السكر وبملابس راقية زاهية.
خدم فن العرائس كذلك الديانة المسيحية حيث استخدمته الكنيسة لنشر الوعى الدينى وتقديم المواعظ و صياغته دراميا كمسرحية الدموع التى تزرف من العيون ومسرحية السامرى الصالح وسير بعض شهداء المسيحية فى العصر الرومانى.
ولا يمكن فى إطار الحديث عن فن العرائس أن نغفل الفن العرائسى ” خيال الظل ” حيث ظهر فى مدينة ملايو الصينية فى القرن الاول قبل الميلاد وانتقل الى مصر مع التجار عن طريق الهند وفارس فى اواخر الحكم الفاطمى.
تبنى فن خيال الظل الشاعر خفيف الظل الطبيب ” ابن دانيال ” وقدم قصصا عربية شهيرة مثل عنترة بن شداد وابو زيد الهلالى ولم يوقف انتشار خيال الظل الا فن السينما الذى جذب اهتمام الناس ومع اضمحلال فن عرائس الخيال اخذت شخصية الاراجوز تنمو سريعا وتتبلور لتحتل مكان خيال الظل وكانت مسرحيات الاراجوز بقصد التسلية لا التربية.
تاريخه في القاهرة
و بعد ذلك ظهر العصر الحديث لفن العرائس في مسرح القاهرة و نشأته و أساسه.
حيث وصلت فرقة العرائس بمصر و هي كانت ” رومانية” وكانت تسمي تساندريكا و ذلك كان في عام 1958 لتقدم عرض عرف ب ” الأصابع الخمسة ” و أُعجب به الجمهور بشكل واضح.
وظهر بعد ذلك إعلان بالصحف عن رغبة تكوين فرقة للعرائس ونجح 24 طالبا وتم تدريبهم على تحريك العرائس ثم تم تصفيتهم الى 9 فقط.
وهؤلاء الفنانون العظام الذين قام على اكتافهم مسرح العرائس و فى الغرفة رقم 25 بدار الاوبرا عرضت اول مسرحية عرائسية بمصر بعنوان ” الشاطر حسن ” تأليف صلاح جاهين ديكور د. ناجى شاكر ومن اخراج دورينا تناسيسكو ثم قدمت الفرقة عام 1960 مسرحية الليلة الكبيرة تأليف صلاح جاهين عرائس د. ناجى شاكر ألحان سيد مكاوى موسيقى على اسماعيل ومن أخراج الفنان صلاح السقا وعرضت على مسرح المعرض الصناعى الزراعى لمدة 3 شهور متتالية بنجاح باهر.
وفى صدفة غير متوقعة يحضر العرض الرئيس جمال عبد الناصر وضيفه الملك محمد الخامس ملك المغرب ويطلب الرئيس من الدكتور ثروت عكاشة بناء المبنى الحالى لمسرح العرائس بحديقة الازبكية وكلفته الدولة حينها اكثر من مائة الف جنيه ليصبح بحق اول مجمع لمسرح العرائس بالعالم.
وتتوالى نجاحات مسرح القاهرة للعرائس على مر السنين والاعوام ” يتم هنا استعراض اهم العروض العرائسية بالمسرح ” وقد حصلت هذه العروض على الكثير من الجوائز فى المهرجانات الدولية.