ضعف شخصية طفلك وعدم قدرته علي اتخاذ القرارات او المشاركة في الاعمال سواء بالمنزل او بالخارج، يرجع الي خطا ما او تقصير واضح في التربية وان الاباء لم يزرعوا فيه القدرة علي الاعتماد علي الذات او اتخاذ القرارات الخاصة باموره الشخصية.
وتعتبر تربية الأطفال مسؤوليّة كبيرة وصعبة، حيث يفقد الآباء القدرة علي توجيه الأطفال باتباع تصرفات خاطئة لا يدركون عواقبها، ولكنها تنطبع على شخصية الطفل التي لا تزال في مرحلة التشكيل فتستمر معه ربما طوال العمر. سنتحدّث عن تلك الحالات التي تُظهر علامات ضعف الشخصية المبكّرة والتي يمكن ملاحظتها ببساطة عند الأطفال.
ومن العلامات الواضحة و تدل علي ضعف شخصية طفلك و وجود خلل في سلوكه، و يجب الاهتمام به :
عدم قدرة الطفل على رفض الأوامر الموجهة إليه حتى ولو كانت ستسبّب له الحزن، بالإضافة إلى عدم قدرته على إظهار أو التعبير عن مشاعر الرفض أو الحزن أو حتى الفرح، وهو مؤشّر هام يدل على سلبية الطفل الاجتماعية. بالاضافة الي مراعاة مشاعر الآخرين من قبل الطفل أمر مطلوب ويجب أن يُكافأ عليه، إلّا أن المبالغة في ذلك الأمر إحدى علامات ضعف الشخصية، حيث يمكن أن تسبّب للطفل الأذى النفسي لذاته عن طريق قبول الإهانة أو التعرض للإذلال لعدم قدرته علي الدفاع عن نفسه. تجنب الطفل الاحتكاك بالأغراب أو الضيوف، وعدم القدرة على التواصل البصري أو الرد على الأسئلة الموجهة إليه دون خوف، و يمكن أن يصل الأمر إلى حدّ البكاء عند التعرض لموقف يجبر فيه الطفل على التعامل مع أشخاص جدد.
اما عن الاسباب التي تؤدي الي ذلك هو الاتي :
- يحدث ضعف الشخصية عندما يقوم أحد الوالدين أو كليهما بعقد مقارنات بين الطفل وأطفال آخرين من باب التوبيخ أو حتى النصيحة.
- عدم ترك مساحة للطفل ليختار شئ او رفض اي شئ من اختياره بسبب انه غير مناسب، فلا يختار الألعاب ولا الملابس ولا حتى الطعام الذي يُفضله، حيث يولد ضعف و تخاذل عام في شخصيته.
- يمارس أولياء الأمور الحماية الزائدة على الطفل التي تتمثل في عدم تركه لمحاولات الاستكشاف أو اختبار خبرات جديدة.
- المتابعة والمراقبة المبالغ فيها من قبل الاباء لتصرفات الابناء والتعليق السلبي الدائم علي التصرفات خصوصا اما الغرباء.
- يولد ذلك التكاسل والخمول عند الطفل عن القيام بأبسط الأمور، فلا يستطيع الذهاب إلى دورة المياة بمفرده في المدرسة أو الذهاب من مكان إلى آخر قريب منه.
- يبالغ الوالدان في تقدير ذكاء الطفل، فيتوقعان منه أداء كل الأمور على أكمل وجه، وعندما لا يحدث ذلك يبدآن في الإسراف بالعقاب، ممّا ينعكس على شخصيته بوجه عام والشعور بأنه عديم الفائدة، وعلى العكس من ذلك فإنّ الكثير من الآباء ينعتون أطفالهم بالغباء والضعف، أو يتحدّثون أمامهم عن فشلهم الشخصي وشعورهم بالإحباط، فتنتقل تلك الحالة بالتبعية إلى الطفل و تستمر معه لبقية مراحل حياته.