بعد نتيجة ثانويه عامه أنت الآن بالتأكيد تشعر وكأنك في مفترق طرق, لا تعرف ماذا ستفعل أو حتى كيف تفكر. و مجرد حقيقة أنه عليك أن تسأل نفسك كيف أخطط لحياتي تعتبر أمر مقلق، مخيف ومحبط، لأنه سؤال لم تضع في حسبانك أنك عليك الإجابة عليه بمفردك عند الانتهاء من المدرسة.
ماذا بعد ثانويه عامه ؟
معظمنا على استعداد تام وجاد أن يواجه مستقبل معين كان يتوقعه ويخطط له، ولكن عندما يواجه الحياة التي نواجهها اليوم تخرج الأمور عن السيطرة ولا تجري كما كان مخطط لها. وهذا لا يحدث لك أنت فقط؛ فقد يحدث لخريج كلية لا يستطيع إيجاد وظيفة مناسبة, موظف في شركة ما يشعر بأنه عالق في منصبه الحالي الذي لا يحبه، أو حتى مدير لديه شعور ما بأن شركته قد تنهار من حوله.
هذا ليس ما نتوقعه جميعاً…
لقد تربينا على الإعتقاد بأن المستقبل يمكن توقعه إلى حد كبير, وإذا درسنا بجد و اجتهاد فيمكننا الحصول على العمل الذي نريده في البيئة التي نريدها، و بالتالي نعيش حياة سعيدة و ناجحة.
و لكن بعد الإنتهاء من مرحلة ثانويه عامه نجد ان الأمور لا تجري بالضبط على هذا النحو (حتى بالنسبة لأولئك الذين حققوا أعلى النتائج.)
حياتنا المهنية اليوم نادرا ما تتحرك في خط مستقيم, و بالإضافة إلى ذلك نحن نقلق أن ذلك الخط قد ينهار فجأة.
لماذا يوجد إختلاف كبير بين ما كنا نظن أنه سيحدث، وما يحدث في الواقع فعلاً؟ نعتقد أن الجواب على ذلك بسيط جدا. الطريقة التي تم تربيتنا عليها في التفكير والتصرف مفيدة جداً عندما يكون المستقبل يمكن التنبؤ به، و لكنها ليست جيدة كثيرا في العالم الذي نعيش فيه الآن, حيث أنه بالطبع متغير و لا يمكن التنبؤ به.
من المخيف جدا أن تشعر أنك لا يمكنك تخطيط و مراقبة طريقك إلى بر الأمان، ناهيك عن الوظيفة التي تريدها. و في عالم لم تعد قادراً على تخطيط طريقك الى النجاح، ما هي أفضل وسيلة لتحقيق الأمن مدى الحياة و إنجاز الأشياء التي تريدها حقا؟
بدلا من تخيل التفكير في ماهية الوظيفة المثالية أو المهنة الموجودة في الوقت الحالي و العمل على أساس نتيجة الثانويه العامه ، عليك أن تخطو أولى خطواتك بناء على رغبة حقيقية، نحو ما تحبه و تريده فعلاً. ثم أكمل ذلك مع استراتيجية منظمة لاكتشاف و خلق فرص متسقة مع رغبتك.
و بعبارة أخرى، لا تبحث عن الوظيفة المثالية، عليك خلقها. إما داخل المؤسسات القائمة بالفعل أو بمفردك معتمداً على نفسك.
يوجد الكثير من رجال الأعمال الذين أنشأوا شركتين أو أكثر بنجاح. لا يوجد شيء أكثر غموضا و صعوبة من إنشاء مشروع خاص, و لكن هؤلاء الناس قاموا بذلك مرتين على الأقل مع تحقيق نتائج ممتازة. و بما أن هؤلاء نجحوا في تحقيق ذلك فبالتأكيد أنت أيضاً تستطيع تحقيقه.