الأطفال نعمة من الله وثروة يجب أن نحسن استثمارها، ولا نهمل فيها يوما، وأن نبذل كل طاقتنا في مساعدتهم وتقديم الأفضل لهم. ولكن هناك مشاكل تقابلنا عند تربية الاطفال، خصوصاً عند ولادة طفل جديد، فكيف يمكن أن نعدل بينهم ولا نسبب الغيرة بين الأطفال وخصوصاً للكبير في حين عدم إهمال الصغير.
إن فكرة طفل آخر قد يكون مشروعاً ناجحاً إذا استطاع كلاً من الأم والأب تهيئة الطفل الأول لاستقبال المولود الجديد – الطفل الثاني – هذه مهمة صعبة لكل من لديه طفل وحيد وينتظر طفلا آخر، خصوصا أن الطفل الأول لا يحتمل فكرة وجود منافس له في الرعاية والحب، فيعبر عن غيرته والقلق بتصرفات متعبة للوالدين حين يرى كائنا آخر يحتل مكانه.
مثالاً لأم لطفلتين أنجبت حديثاً، تروي مشكلتها مع طفلتها عقب مولد شقيقتها، تقول: “كنت أظن وأنا خارجة من المستشفى أنني حاملة أغلى هدية لأبنتي، هكذا كنت أظن ستبتهج لقدوم شقيقة لها.. ولكنني وجدتها شديدة الغيرة وتصر على ارتداء ملابس المولودة والتي لا تناسبها إطلاقا، وأحيانا تعلن رغبتها في البقاء في البيت لأن اختها لا تذهب إلى المدرسة ولكي تبقى إلى جانبي مثلها طيلة اليوم.”
أولاً: الحلول النفسية لتجنب الغيرة بين الأطفال
نجد أن في هذه الفترة من الغيرة بين الأطفال المتوقعة من الطفل الكبير بعد هذه المواقف البريئة من جهة والغيورة من جهة أخرى.. والتي تتكرر في كل بيت مع قدوم الفرد الجديد، قمنا بسؤال دكتور الأمراض النفسية بمستشفى بداية علق على المواقف السابقة قائلا: هناك بعض القواعد تتبعها الكثير من الأمهات لمواجهة الصعاب في تربية أطفالهن خصوصا عندما يشعر الطفل الأول بالظلم وعدم المساواة.
وأشار الى ان القواعد التي يحبذها علماء النفس وتخفف على كل أم الكثير وتحل لها مشكلات عديدة تتمثل في نصح الأم بالاتي:
- تستعد قبل عدة شهور من ميلاد الطفل الثاني وتستمر في التدرج بمرور الوقت طبقا لمدى النضج النفسي لدى الطفلين وطبيعة المشاكل والحساسيات التي قد تنشأ بينهما
- يجب عليها ان تهيىء الجو للطفل الأول قبل قدوم المولود بعدة أشهر حتى لا يشعر بأن هناك تغيرا طرأ على نظام حياته بسبب المولود الجديد
- بأن تعد الأم مكانا للمولود في غرفة شقيقه وتضع سريره ودولاب ملابسه حتى يعتاد الطفل الأول على هذا النظام من ناحية ولا يشعر بالظلم من ناحية ثانية لأن غرفته لم تعد له وحده وانما سيشاركه فيها آخر.
- وان هناك مسؤولية متشاركة بين الاب و الام في حل هذه المشكلة مشتركة و دور الأب يتركز في الفترة التي تتواجد فيها الأم مع مولودها بالمستشفى.
- اما الأم فدورها أعمق، اذ يجب عيها ان تحرص على اظهار الاهتمام بطفلها الأول، تلتفت لحديثه وتسأله عن الأيام التي قضتها هي بالمستشفى كيف قضاها وما المواقف التي مرت عليه
- وان تطلب منه مشاركتها الاهتمام بالصغير وحمامه ومداعبته، وتظهر له مدى ضعفه وحاجته للرعاية كذلك يجب على الأم ان تترجم حبها للطفل الأول بمنحه هدية مشابهة لما يقدم للمولود من الأقارب والأصدقاء وهي بتلك اللفتة تشعره بالسعادة وانه يشترك مع أخيه في الحصول على الهدايا والاهتمام.
ثانيا :نفسية الطفل الأول للتخلصمن إحساس الغيرة بين الأطفال
- لضرورة مراعاة الضيوف لنفسية الطفل الأول ووضعه في بداية اهتماماتهم قبل الالتفات للمولود
- فمن الخطأ ان يبالغ بالاهتمام بالمولود على مرأى من شقيقه الذي احتل حيزا واسعا من رعاية والديه ودلالهما له قبل قدوم شقيقه ولا شك في ان هذه المبالغة قد تنعكس بصورة سلبية على نفسيته فيحاول إيذاء المولود بأي شكل معتبرا إياه سارقا لحنان والديه منه، وعند تصرفه تصرفا كهذا ينبغي على الأم التحلي بالصبر وألا تتعمد إثارته بنهرها له اذا صدر منه تصرف آخر يؤذي المولود، فهو شعور تلقائي بالغيرة يؤدي لايذاء الصغير دون ان يدرك النتائج المترتبة عليه، وسيزول هذا الشعور بمجرد إبداء الوالدين بعض الاهتمام والحنان والحب تجاهه.
ثالثا :فقدان الاحساس بالأمان
في معظم الاوقات نجد وجود بعض التصرفات الغير مرغوب فيها من الطفل الاول فمعظم الاحيان نلاحظ خشونه في التعامل.. التبول.. و هي كلها تصرفات يرغب و يعبر بها عن فقدان الحنان و يحاول جذب الانتباه.. ولمعالجة هذه التصرفات يرى علماء النفس ان يمد الأهل طفلهما بفيض غامر من الرعاية والحنان ويشعرونه بقيمته ومكانته بينهما وهنا يصبح قادرا على استعادة ثقته بنفسه.
وأخيرا:
عندما يبدأ الطفل مرحلة الحبو يتطلب ذلك من الأم نصح طفلها الأول بوضع أشيائه التي يخاف عليها بعيدا عن متناول يده و اذا حصل و أتلف شيئا مهما فهو غير مسؤول لجهله بأهميتها بالنسبة لشقيقه، على الطفل الأول ان يدرك ذلك وان شقيقه لا يرغب في إيذائه بقدر ما يرغب في حب الاستطلاع او محاولة اللعب بعشوائية وعليه ان يدرك بأن هذا الطفل المؤذي له اليوم سيكون له غدا صديقا حميما متآلفا معه ومستوعبا للصواب من الخطأ في تصرفاته.