البنطلون الجينز مثل الكثير من الأشياء في حياتنا التي تساعدنا ونستخدمها باستمرار، ولكن نغفل من مخترع ذلك الشئ. فنعتاد عليه، ويظهر كما اننا نعتقد أنه ظهر من العدم، أو لا نبالي بذلك.
ولكن البنطلون الجينز كان بمثابة تغير كبير ومهم حتى الآن في عالم الأزياء والموضة وأن الحاجة أم الإختراع فعندما يحتاج الإنسان إلى شيء يبحث عنه ويصنعه ليستجيب إلى حاجته، وهذا ما فعله ليفي شتراوس.
تاريخ البنطلون الجينز
لم يكن عمر ليفي شترواس حينما وفد من بافاريا إلى امريكا عام 1847م إلا سبعة عشر عاماً، كانت لغته الانجليزية سماعاً أو أداء ضعيفة، ولكنه باشر مع ذلك بالعمل عند أخوية الأكبر منه، يبيع قماشاً وسلعاً رخيصة من الحاجات المنزلية، يدور بها بين القرى والمدن القريبة من لويسفسل، بولاية كينتاكي .
كان اكتساب لقمة العيش عسيراً للبائع المتجول ليفي ،ولذلك فحينما سمع في عام 1849م بالاندفاع للبحث عن الذهب في كاليفورنيا، وسمع بالثروات الضخمة التي يمكن أن تجنى هناك، قرر أن يحزم بضاعته ويذهب إلى سان فرنسيسكو.
وعندما كان يحتاج إلى ما ينفقه في شراء الأرض والمعدات اللازمة للحفر، باع شتراوس الشاب كل ما لديه من سلع وقماش لركاب السفينة، وحينما وصلت السفينة إلى سان فرنسيسكو، لم يبق مع ليفي من سلع ولم يكن معه سوي لفافات من قماش الخيش يصنع من الياف القنب .
وكان الشاب يظن أن هذا القماش يسهل بيعه لتصنع منه الخيام أو أغطية العربات، ولكن الذين كانوا يأملون أن يشتروا بضاعته كانت حاجتهم إلى شيء آخر، فقد قالوا له: كان عليك أن تحضر بناطيل.
وتنبهت غريزة رجل الأعمال لدى ليفي شتراوس، وأدرك أنه ربما يكون سوق طيبة للبناطيل القوية من قماش الخيط التي يستعملها الباحثون عن الثروة .
لهذا جعل (ليفي شتراوس) خياطا محلياً يقص ويخيط ذلك القماش من الخيش الذي معه مقابل مبلغ ما، ليجعل منه بناطيل، وبيعت البناطيل التي صنعها على الفور، وعبر زبائنه عن إعجابهم بهذه النوعية من البناطيل.
ولم يمر وقت حتى أصبح كل باحث عن الثروة، وكل عامل في سكة الحديد يريد بناطيل ليفي المصنوعة من الخيش.
فطلب من اخواته ان يرسلوا له دفعة جديدة من ذلك القماش للتصنيع، وبعدها قرر (ليفي) أن يعمل تاجراً ويفتح محلاً صغيراً لصنع البناطيل، وكان يعمل طوال الوقت علي تحسين منتجه والتطوير فيه، وكان يعتمد دائما أن يكون القماش قوي ويتحمل.
حينما قرر ليفي شتراوس الانتقال من قماش الخيش الى قماش دينيم، قرر ايضاً أن يصبغ القماش الذي يستخدمه باللون الأزرق النيلي، فقد وضح له أن الصبغة النيلية هي أثبت الصبغات، وبهذا تكون قطع البنطال الذي يخاط متماثلة اللون.
وحينما يبيع منتج ليفي الجديد المحسن كانت الاثني عشر بنطالا تباع بــ 13.50 دولاراً، بقي الناس يسمونه بنطال ليفي، ولكنهم كانوا كثيرأ ما يضيفون عبارة دينيم أزرق، أو جينز أزرق وكلمة جينز هي تحوير أمريكي عن أسم مدينة جنوا الإيطالية، وهي مدينة تنتج أيضا هذا القماش القطني الخشن.