اسطورة الملاكمة محمد علي كلاي، لم يكن محمد على كلاى مجرد بطل رياضى عالمى لكنه كان أسطورة رياضية وأخلاقية وإنسانية وإسلامية، وكان نسيجاً يصعب تكراره، وقد لا يجود الزمان بمثله، وظل طوال حياته يبحث عن القيم النبيلة ويحاول جهده لاتباعها والعمل بها.
محمد علي كلاي لم يختلف اثنان على موهبته العالية المفعمة بالحماس والأمل، قوامه الجسماني وإصراره، ما جعله الأفضل خلال القرن الأخير.
يُعد واحداً من أبرز الملاكمين الذين شهدتهم حلبات الملاكمة، فهو صاحب أسرع لكمة في العالم والتي وصلت سرعتها 900 كم، كما حقق العديد من الانتصارات التي أهلته للفوز بلقب “رياضي القرن” حيث فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل 3 مرات على مدار عشرين عاماً.
كان كل أبناء جيله فى غاية الانبهار بـ«كلاى»، كان قدوة وأسوة لنا، كنا نفرح لفرحه وانتصاراته، ونحزن لسجنه أو هزيمته ومرضه، كنا نعتبر أن نصره نصرنا وهزيمته هزيمتنا، كنا نعده واحداً منا.
لقد عانى «كلاى» منذ نعومة أظفاره من الظلم والعنصرية التى كانت قديماً فى المجتمع الأمريكى ضد السود
وقد ذكر فى سيرته الذاتية التى سماها «روح الفراشة» أنه كان يبكى كل ليلة تقريباً قبل أن يهجع إلى النوم لشعوره الدائم بالإهانة التى يتعرض لها السود فى أمريكا، ولعل هذا الظلم كان سبباً فى بحثه المستمر عن الإسلام كدين يساوى بين الناس جميعاً.
لقد واجه «كلاى» تحديات عظمى حتى حقق أعظم إنجازاته الرياضية بحصوله على بطولة العالم فى الملاكمة ولم يجاوز عمره 22 عاماً، ويهزم أقوى أبطال العالم «ليستون» سنة 1964، وكان يحقق معظم بطولاته بالضربة القاضية التى فاز بها 15 مرة من 19 فوزاً.
وكان الاختبار الحقيقى لمصداقيته فى نصرة الحق وكراهية الحروب والعنف حينما استدعى للتجنيد والقتال مع الجيش الأمريكى فى فيتنام حيث رفض بإباء وعزيمة لا تلين، ودفع ثمناً غالياً لذلك إذ حُرم من لقب بطل العالم للملاكمة ومُنع عن رخصة الملاكمة وسُجن.
غيب الموت أسطورة الملاكمة الأميركي محمد علي كلاي غداة نقله إلى مستشفى بولاية أريزونا لمعالجته من مشاكل في التنفس.كلاي الذي رحل عن عمر ناهز 74 عاما يعاني منذ ثمانينيات القرن الماضي من داء باركينسون، وأدخل إلى المستشفى مرتين خلال العامين الماضيين.