أكبر عدو للإنسان في الحياة هو عقله، حيث أنه مصدر رئيسي للمشاعر السلبية. وكما قال هنري فورد فإن المشاعر السلبية هي أحد أهم أسباب عدم الثقة بالنفس وعدم الرضا في الحياة. ولحسن الحظ فهذه المشاعر ليست راسخة في عقلك لذلك فيمكنك التخلص منها بسهولة للحصول على حياة أكثر سعادة ونجاح. ومن الجدير بالذكر أن نقطة الانطلاق المثالية هي البدء في تحديد أسباب المشاعر السلبية ، وهذا ما سوف نناقشه في هذا المقال.
فيما يلي سنذكر لك بعض أسباب المشاعر السلبية في حياتك:
1- مقارنة نفسك بالآخرين
إن التركيز على حياة الآخرين من أسباب المشاعر السلبية وهو أسوأ الأمور التي قد يفعلها أي شخص. حيث أن ذلك يفتح الباب للمقارنة بين حياتك الشخصية وحياة غيرك ، مما يبث في نفسك المشاعر السلبية، فقد تشعر بالحزن والإحباط وعدم الرضا. ومن الجدير بالذكر أن انعدام الأمان وقلة الثقة بالنفس من الأسباب الرئيسية لبدء المقارنة.
فإن المقارنة لا تقدّم لك أي نفع، بل بالعكس. فإن ذلك يجعل عقلك يتعمق في تحليل حياة غيرك دون داعي مما يجعل تفكيرك سطحي وغير فعّال على الإطلاق.
ومن الضروري أن تكون على يقين أن جميع الأشخاص يعانون من مشاكل قد لا تلاحظها عند رؤيتك لهم كما أن معظم الناس يتجنّبون الشكوى فقد تعتقد أنهم سعداء في حياتهم ولكنهم في الحقيقة تعساء. فمن الأفضل أن تمتنع تمامًا عن المقارنة فإن ذلك لا يقدّم لك سوى المشاعر السلبية.
2- التفكير السلبي
إن الدماغ يعتبر ماكينة قوية قد تعمل ضدك بشكل افتراضي. فهو يتطلب بذل الجهد من قبلك لكي يعمل لمصلحتك. وبالتالي سيبدأ باستبدال الأفكار السلبية بالأفكار الإيجابية.
فإن التفكير السلبي قد يشلّ قدرتك على تحقيق السعادة والنجاح. حيث أنك حينما تكرّر الأفكار السلبية في دماغك تبدأ بتصديقها مما يجعل الرؤية الخاطئة ترسخ في عقلك.
ولحسن الحظ فإن نفس القاعدة تنطبق على التفكير الإيجابي فعند تكراره أكثر من مرة في عقلك سوف تؤمن به، وبالتالي سيتم التخلص من المشاعر السلبية تلقائيًا.
3- الإستخفاف بقدراتك
من المهم دائمًا افتراض أنه يمكنك فعل شيء معيّن ومن ثم السعى لتحقيقه. وإذا فشلت فإن ذلك يعني أنك بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد ولا يعني أنك إنسان فاشل على الإطلاق.
فإن الاستخفاف بقدراتك منأسباب المشاعر السلبية الذي يزيد من التشكيك بالنفس ويقلل من احترام الذات. لذلك من المهم أن تحسن التصرف وأن تفكر بطريقة إيجابية عندما يتعلق الأمر بمواجهة التحديات والسعي إلى تحقيق الأهداف الخاصة بك.
حاول كتم الصوت الداخلي السلبي وبدلاً من ذلك فكّر في الأسباب التي ستمكنك من تحقيق الهدف المراد، مما سوف يكون له تأثير إيجابي على الثقة، كما أن ذلك سيعمل على إزالة الطاقة السيئة من عقلك.
ومن المهم استخدام الحوار الداخلي الذي من شأنه أن يساعدك على التنقيب عن أسباب تجعلك تؤمن بنفسك.
4- عدم تحمّل المسؤولية الكاملة
أنت المسئول عن اتخاذ جميع قرارات حياتك لذلك فعليك تحمّل عواقبها بشكل تام. فقد يكون أمامك عدد لا يحصى من الخيارات ولكن أنت من سيقرر كيفية عيش حياتك الخاصة.
فإن كل قرار تتخذه سيؤثر على حياتك إما بشكل سلبي أو إيجابي. لذلك فمن المهم أن تأخذ الوقت الكافي لدراسة الخيارات المتاحة أمامك ومن ثم تقرر الأفضل بالنسبة لك ولكنك وحدك من سيتحمّل المسئولية من البداية إلى النهاية.
ولا تقم بإلقاء اللوم على العوامل الخارجية الخاصة بمشاكلك والتي لا يمكنك التحكم بها فإن ذلك سوف يؤدي إلى تفاقم المشاعر السلبية بشكل ملحوظ. ولكن بدلاً من ذلك تقبّل كونك المسئول عن عالمك الخاص وإذا أردت أن يكون حالك أفضل عليك بذل الجهد وتخصيص الوقت لفعل ذلك.