أعتقد أننا يمكن أن نتفق جميعا على أن المصداقية تساعدك على قطع شوطاً طويلاً في النجاح عندما يتعلق الأمر بحياتك المهنية. وجودها يفتح أبواب للنجاح و عدم وجودها يجعلك تنحدر. وعليك أن تعلم أن كل ما تفعله يؤثر على مصداقيتك و مهارات التحدث أمام الجمهور، لغة جسدك، والكلمات الفعلية التي تقولها. نعم، الكلام الذي يخرج من فمك مهم فهناك الكثير من المفردات الخاطئة والكلمات شائعة الاستخدام التي تبدو طبيعية ولكنها تضر مصداقيتك دون أن تدري في كل مرة تقولها حيث توحي بأنك تفتقر إلى الالتزام و المقدرة.
لذلك، قبل أن تدخل محادثة أخرى مع رئيسك في العمل، زميلك ، أو صديق، تأكد من أن تبتعد عن هذه المفردات الخاطئة الخمسة.
-
تقريبا
“تقريبا” من الممكن أن تبدو كلمة بسيطة نستخدمها في كل وقت: “لقد انتهيت تقريبا.” “كدت ان اصل تقريبا.” “تقريباً تقدمت للعمل بشركة أحلامي.”
قد لا تدرك أن هذه كلمة مشكلة، حتى تستمع إليها وتفكر في إستخدامها لتدرك أنها تعني عدم أكتمال أي شيء. كلما تقول “تقريبا” فعلت شيئا – الحقيقة هي أنك لم تفعله. لم تنتهي ، ولم تصل، و لم تتقدم بالعمل في شركة أحلامك.
لذا في المرة القادمة التي تكون فيها على وشك أن تقول لرئيسك في العمل انك قد أوشكت على الانتهاء من المشروع تقريبا، بدلا من ذلك، شاركه في التقدم الذي قمت به، واعطه تقدير للوقت اللازم للإنتهاء من الجزء المتبقي، وإظهار أنه يمكنك إنجاز العمل.
-
يوما ما
“يوما ما” تعتبر من المفردات الخاطئة لأنها تشبه “تقريبا” – حيث تكشف عن عدم الاستعجال. “يوما ما” سوف نبدأ هذا المشروع، “يوما ما” سأتعلم مهارة جديدة، “يوما ما” سأعثر على وظيفة أفضل. ولكن الآن، نحن مشغولون جدا.
ربما لا يجب أن أقول لكم أن تأخير أحلامك مع هذه الكلمة ليس أمراً جيداً. كما انها ليست جيدة للرد على رئيسك أو زميلك في العمل إذا كنت غارق فعلا في العمل، ولا يمكنك إضافة مشروع جديد إلى جدول أعمالك، فمن الأفضل أن تقول لا أو تحاول تغيير أولوياتك.
-
المحاولة
نعم، دائما ما نجد التشجيع و الاستمرار في المحاولة عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى أهدافنا. ولكن في مرحلة ما عليك التوقف عن المحاولة، و مجرد البدء في القيام بما تريده. و إلا سوف يفقد زملاءك في العمل الثقة في قدراتك.
الى جانب ذلك، عندما تعرب عن أنك سوف “تحاول” شيء ما فهذا يعني أنك لست على استعداد لتحمل المسؤولية كاملة. فكر في الأمر: هل تفضل السماح لشخص يريد أن يحاول إصلاح مشكلة ما، أو الشخص الذي يريد أن يحل المشكلة فعلا؟ بالطبع ستختار هذا الأخير، ونحن على يقين.
لذلك، عندما يتعلق الأمر بمناقشة المشاريع التي لم تكتمل مع فريقك، لا تتحدث عن ما حاولت القيام به ولكن ماذا فعلت في الواقع. وإذا كان يجب تقديم الهدف النهائي أو ما كنت “تحاول” تحقيقه، فعليك تسليط الضوء على خطوات العمل الملموسة بحيث تكون لا تتحدث فقط، ولكن تقوم ببعض الفعل.
-
ربما أو أعتقد
بالتأكيد تعلم أن اتخاذ القرارات، سواء أكانت ذات صلة بالعمل، أو بحالتك المادية، أو علاقاتك الإجتماعية، أمر صعب. ولكن هذا لا يعطينا مبررا أن نقول أننا “قد/ ربما” نفعل هذا أو ذاك فقط لتغيير رأينا بعد بضع ساعات. طبيعة الإنسان هي التأرجح بين الخيارات،الأمر الذي يقلل مصداقيتنا عندما يؤثر ترددنا على غيرنا. بعد كل شيء، لماذا يجب على الآخرين أن يشعروا بالثقة في خياراتنا إذا امتلأت الكلمات التي تخرج من أفواهنا بعدم اليقين؟
إذا كنت ترغب في أن تصبح أكثر حزماً عليك ان تمتنع عن “قد” و “ربما ” و “أعتقد” . فإن مستوى أعلى من الالتزام في كلماتك، يجعلك جدير بالثقة.
-
أتمنى
أهم شيء في الحياة هو التوقف عن قول” أتمنى “والبدء في قول” سوف أفعل “. عليك ان تعلم أن لا شيء مستحيل، ثم تعامل مع الاحتمالات على أنها إمكانيات .
جرب مقارنة بين هذه العبارات على سبيل المثال “كنت أتمنى أن أصبح مبرمجا” و “أنا سوف أصبح مبرمج”.العبارة الأخيرة توحي جدا بإنك واثق في قدرتك على القيام بالأمر.
الآن، أنت لا يمكنك القضاء على هذه الكلمات الشائعة جدا من قاموس مفرداتك بين عشية وضحاها. ولكن، يمكنك البدء في العمل على ذلك يوما من الان.