إذا كنت تخف من إبداء رفضك لطلب أحد، وإذا كنت تفكر كثيراً في إرضاء الناس ورأيهم بك وما إذا كنت تفعل شيئا يجعلك غير محبوب بينهم وإذا كنت تعش حياتك بناء على آراء الآخرين لأنك تخاف بشدة أن تخذلهم، فأنت بلا شك تتجه إلى الجانب المظلم من الحياة. أحيانا يكون من الصعب تجاهل إرضاء الناس في وقت ما في حياتنا. حيث أننا كأشخاص اجتماعية ، طبيعتنا تحتم علينا الإنسجام والاتفاق مع الآخرين ؛ فالنجاح بشكل عام يعتمد على ذلك.
ولكن هناك خط رفيع بين السلوك الاجتماعي السليم و السلوك العاطفي الذي يستنزف طاقتك بسبب محاولتك المستمرة لإرضاء الناس. بالإضافة إلى استنزاف طاقتك قد تجد نفسك تتخلّى عن المبادئ والقيم الخاصة بك من أجل أن تكون مقبول.
إليك خمس علامات شائعة فيما يخص السعي المستمر وراء إرضاء الناس وطرق التغلب عليها:
1-عدم القدرة على قول لا :
هل تجد صعوبة بالغة في رفض طلبات الأسرة والأصدقاء وحتى المعارف أو الغرباء ؟ تريد حقا أن تقول لا ولكن بدلا من ذلك توافق على مطالبهم المختلفة. حيث إنك تريد بالفعل مساعدة الآخرين لكنك تعلم أنك تستنزف طاقتك بالموافقة على أمور لا تريد القيام بها على الإطلاق. فتخشى أن تخسر صداقاتك و صورتك الحسنة أمام الناس إذا رفضت.في النهاية أنت لا تريد أن يتم وصفك “أناني”.
الحل: أولا عليك أن تدرك أن طاقتك لا تقتصر فقط على اهتمامك ومبالاتك بالآخرين و إنما على الاهتمام بنفسك وحرصك على صحتك بشكل أخص. ثانيًا افهم أنك لست مسئولا عن سعادة من حولك ،وإنما هم المسئولين عن ذلك.اتخذ من هذه الحقائق أسبابًا لقول “لا”. ابدء التدرب مع الطلبات الصغيرة حيث يمكنك أن ترفض بلطف و دون تقديم اعتذار.
2-تجنب اتخاذ القرارات أو تبادل الآراء الخاصة بك :
هل لديك صعوبة في التعبير عن آرائك ومشاعرك أثناء جلوسك مع مجموعة من الناس أو مع أصدقاء مقربين ؟ هل تسمح للآخرين باتخاذ قراراتك الخاصة باستمرار؟ أنت تدرك حقيقة انقسام واختلاف القرارات والآراء. على الرغم من ذلك فأنت لا تريد أن تسبب خلافًا بمجرّد تحدّثك لذا تفضّل الصمت لتجنب النزاع. ولكن مع مرور الوقت هذا السلوك يصبح مدمّرًا لأن عدم التعبير عن نفسك بإدلاء آرائك وقراراتك الخاصة بك سيسلبك من وجهات نظرك التي لطالما اعتبرتها فريدة من نوعها.
الحل: تذكر أن بإمكانك أن تختلف في الرأي دون أن تكون فظ في أسلوبك.حيث أن اختلاف الآراء لا يمنع التحاور بأسلوب محترم ولطيف. لذلك تحدّث بكل حرية عن أفكارك واهتماماتك و احتياجاتك. بمجرّد فعل ذلك قد تقابل الرفض والاعتراض من قبل المستمعين. ولكن إذا كنت تتعامل مع الآخرين باحترام وبأسلوب لائق سيتم معاملتك بالمثل حتى أثناء الجدال والاختلاف في الرأي.
3- تشعر بالانكسار عندما تكتشف أن شخصا ما لا يحبك :
هذا شعور قاسي. حيث يبدو لك إن محاولتك لـ إرضاء الناس ستجعلك محبوبًا. ولكن هذا ليس صحيحا. حيث أن بعض الناس لا يحبونك وذلك إما لأسباب خارجة عن سيطرتك أو دون سبب على الإطلاق. وعلى الرغم من ذلك لا يمكنك التوقف عن محاولة كسب قلوبهم.
الحل: فكّر مليًا في رغبتك في أن تكون محبوبًا من قبل الجميع. هل بدأ ذلك أثناء طفولتك حينما كنت تحاول الفوز بمحبة أفراد الأسرة أو الأصدقاء في المدرسة ؟ يمكنك محاولة التذكر عن طريق: التفكير الطويل والتأمل ومن ثم طلب المشورة لمساعدتك حتى تنسى التجارب السلبية السابقة. فنحن كأشخاص عادية بحاجة للحصول على المحبة والقبول ولكن ليس من قبل الجميع. فعليك أن تقرر من الذي يستحق الجهد الذي تبذله في سبيل الفوز بحبه ومودته.
4-تشعر بالغضب من الآخرين ولكن دون سبب محدّد :
إذا كنت تشعر بغضب غير مفسّر تجاه مديرك أو زوجك/زوجتك أو أصدقائك المقربين؟ فالغضب هنا ناتج عن اللاوعي الذي ينبّهك أنك قد أهملت نفسك بينما ساعدت الآخرين على تحقيق أهدافهم. فلا تتجاهل هذا الشعور.
الحل: واجه حقيقة ما يحدث في حياتك. إذا كنت تشعر أنّك عاجز ويتم استغلالك بشكل واضح فلا تتغاضى ذلك الشعور. وأجعل أولويتك الاهتمام بنفسك.
كن أكثر سخاء مع نفسك :
حيث أنه يمكنك أن تكون سخيًا دون أن تسمح لأحد باستغلالك، ويمكنك أن تكون لطيفًا دون أن تكون ضعيفًا وأيضًا يمكنك أن تكون محبوبًا دون أن تتنازل عن كرامتك. فلا تجعل المخاوف تحوّلك إلى شخص مستميت لإرضاء الناس. وعوضًا عن ذلك اعمل على إرضاء أهم الناس وأقربهم لك في حياتك. فعندما تهتم بنفسك يمكنك حينها أن تهتم أيضًا بالمقربين إليك الذين يبادلونك الشعور بالمحبة والإمتنان. فبالتالي ستنفّذ طلباتهم بدافع إرادتك الفعلية وسعادتك النفسية وليس لأنك خائف من قول كلمة “لا”. و ستشعر حينها فقط بالحرية الحقيقية. لذا إبدأ من اليوم وامنح نفسك الحب والاهتمام الذي كنت تمنحه للآخرين دون مقابل.
لن تندم أبدًا إذا قررت فعل ذلك.